الحوش عبارة عن وحدة سكنية اجتماعية اقتصادية مغلقة، يضم الحمولة وعائلاتها، بيوتها متلاصقة ومتقاربة ويفصل بينهم جدران عالية، وأغلب ممراتها وشوارعها ضيقة ومتعرجة تمر من خلال أزقة ملتوية للحماية من الحر والغبار. ظهرت الأحواش خلال الفترة العثمانية وتباينت تبعاً لذلك أحجام الأحواش حسب عدد العائلات القاطنة فيه وحسب قدرتهم الاقتصادية. |
|
ويقع حوش الحريزات (السريان) إلى الغرب من حارة التراجمة وبالقرب من مدخل بيت لحم التاريخي إلى الجهة الأعلى من قوس الزرارة، وبالتالي كان للموقع أثر إيجابي في الاحتكاك المباشر مع الزوار والحجاج وأهالي القرى المجاورة كونه عمل على تنشيط التجارة والبيع المباشر. |
|
لا توجد معلومات كافية عن تاريخ نشأة الحوش أو الفترة التي بدأ الأهالي السكن فيه، ولكن وفق المعلومات المثبتة، استقرت عائلات حارة الحريزات على جهة اليسار من شارع راس أفطيس (النجمة) حيث مدخل الحوش، وسكنته عائلة القطان ثم العائلات السريانية وغيرهم. ويعتقد أن تشكيل الحوش ابتدأ في الفترة الممتدة ما بين القرن السابع عشر والتاسع عشر حسب ما أكدته الخرائط والرسوم والصور. وقد قام مركز حفظ التراث الثقافي مع بلدية بيت لحم بتمويل من مؤسسة التعاون الإيطالي وبالتعاون الشراكة مع جمعية مار افرام وعائلة القطان بترميم وإعادة إصلاح الحوش من الداخل ليكون نزلاً سياحياً تحت إشراف البلدية. |
|
والسريان من سكان المدينة الذين إستقروا فيها في القرن العشرين. وهم من الشعوب الآرامية الذين سكنوا منطقة الهلال الخصيب والمعروفة باسم ميزوبتانيا، أي البلاد التي تضم اليوم كلا من سوريا والعراق ولبنان، وكان مركزهم ما بين النهرين (نهري دجلة والفرات). أطلق على السريان اسم السوريين بعد اعتناقهم الديانة المسيحية وذلك تمييزاً لهم عن الآراميين الوثنيين وللسريان فضل كبير في تنصر بعض الشعوب والقبائل، ولقد كان السريان حلقة الوصل بين العلم الإغريقي والثقافة الإسلامية، وكان لهم دور في تغذية الحضارة الإسلامية بكل ما كان أن يكفل لها النمو والإزدهار. ولهم مـآثر كبيرة؛ حيث قاموا بترجمة الإنجيل أولاً من اللغة الآرامية إلى اللغة العربية. وأصبحت اللغة السريانية (الآرامية) هي لغة الكنائس في سوريا ولبنان وبلاد الرافدين لبساطة أبجديتها وسهولة نحوها وصرفها. وقد ساعد على انتشارها النشاط التجاري. |
|
وقام السريان أيضاً بترجمة ونشر الثقافة والفلسفة اليونانية بين العرب، وكان لهم تأثيراً كبيراً في حضارة وتاريخ الشرق. لجأ السريان إلى بيت لحم في الربع الأول من القرن العشرين على مرحلتين، الأولى عندما حضروا كحجاج لزيارة الأراضي المقدسة وكان عددهم ما بين 30-40 عائلة، وأثر نشوب الحرب العالمية الأولى قرروا البقاء في البلاد، ثم تبعها بقية العائلات هرباً من ويلات الحرب ومن الاضطهاد والمذابح التي إقترفها الأتراك. وجميع المهجرون أتوا من مدن وقرى ما بين النهرين. قامت جمعية مار أفرام للسريان الأرثوذكس التي تأسست عام1922، بشراء البيوت الخراب المهجورة في الحوش وشيدوا كنيسة العذراء التي دشنت عام 1943، وافتتحوا مدرسة ونادي رياضي، كما اشتروا أرضا جعلوها مقبرة لموتاهم تقع على طريق بيت ساحور. |