نشأت الحارات بعد أن تكتل الأفراد والمجموعات من السكان في مجمعات من الأبنية تتناسب وظروف حياتهم الإجتماعية، وربما بعض الأفراد أو مجموعة من الناس التجاؤوا إلى هذا التكتل من السكان والأبنية بسبب التشرد، أو هروباً من الإضطهاد إما بسبب مكانة بيت لحم الدينية أو الإقتصادية، فانضموا معاً، وأصبح السكان المختلفوا العرق والمنشأ والدين يشكلون سكان البلد الواحد، بحيث صهرتهم بوتقة الزمن ودمجتهم تقلباته فكونوا وحدة اجتماعية وبنوا البيوت المتلاصقة، وحافظوا على كيان الحارة وتراثها رغم المحن. |
|
كان لكل حارة شيخ أو ريس (كبير الحارة أو العائلة) يرعى مصالحها ويمثلها أمام السلطة المختصة، وكانت لكل حارة ساحة يجتمع فيها الأهالي وكبارهم لبحث شؤونهم الخاصة ومشاكلهم العامة لمعالجتها وفض الخلافات وإجراء المصالحات. وكان شيوخ المدينة يجتمعوا بين الفترة والأخرى وكلما دعت الأمور لبحث أمور المدينة أو أمر خطير وقع أو قد يقع أو أي خطر. وقد ألغيت الساحات عام 1876. وبعد التنظيمات والإصلاحات العثمانية شكلت مجلس الاختيارية في بيت لحم، وانصبت مهامه على سد احتياجات القرى، وتوصيل الخدمات إليها والمحافظة على مصالح الحكومة. كما استحدث منصب المختار للحد من سلطة ونفوذ الشيوخ. |
|
ويعود أول ذكر لحارات بيت لحم وعائلاتها في الفترة العثمانية إلى القرن الثامن عشر حسب ما ورد في إحدى وثائق محكمة القدس الشرعية، حيث تحدثت الوثيقة عن حصول توافق واتفاق بين أهالي المدينة وشيوخها مع وكيل وترجمان رهبان اللاتين حول أمور تنظيم العلاقات بينهم، وكان ذلك في عام 1760، حيث حضر مشايخ حارات بيت لحم من الفراحية والنجاجرة والعناترة والفواغرة والقساقسة والحريزات والتراجمة والخُمسان. وأول من ذكر حارات بيت لحم العالم الجغرافي والمكتشف الألماني Titus Tobler في كتابه عن المدينة عام 1848، ثم الباحث وعالم الآثار الفرنسي Victor Guerin الذي ذكر الحارات وأسمائها ومواقعها وذلك في عام 1868. |
|
حارات بيت لحم التاريخية:
|